ثقافة عامة

هل يملك جيل ‘تيك توك’ مقومات النهوض ؟


كنت آمل يوما أن يكون هذا الجيل شعلة النهوض بالأمة، لكنه خيب ظني، بل تَبَيَّن لي أنه أسوأ جيل على الإطلاق.. فهو كارثة من جميع النواحي، رغم توفر الأسباب والحلول لكنه اختار طريقا مشوها عن حضارته وأخلاقه.


يلقب هذا الجيل حاليا بـ (Gen z) على أنه أسوأ جيل مر بالتاريخ، وجاء هذا اللقب يوم حل بالأرض وباء كورونا؛ فالمجتمع حينما راجع أوراقه وجد شباب اليوم في أحط المنازل، وذلك من ناحية: ملابسه، شكله، كلامه، أفكاره، أخلاقه..


هذا الجيل الذي فرض نفسه في المواقع كالأنستاغرام؛ تجد الفتيات يبحثن عن المتابعين بعرض أنفسهم أمام الملأ، وزمجر في فيديوات التيك توك والأفلام القصيرة في اليوتيوب، تاركين الساحة لجمعيات كبيرة تروج لمفاهيم صارت معتقدات، مثل: الإلحاد، الفيمينيزم، LGBT …


ماذا كان من هذا الجيل؟


لا شك أنكم لاحظتم مشاهير السوشيل ميديا وبالخصوص أصحاب المحتوى الترفيهي، كيف يروجون للسموم وكيف يجتنبون الحديث عن القضايا الكبيرة، والسبب أنهم ليسوا بمفكرين ولا عالمين ولا حتى دارسين للقضايا التي يطرحونها، والثاني خوفهم من فقدان دخل رزقهم، أما الجمهور فلا يهتمون به إلا حينما يرونه قد أجمع على الرحيل.


هناك مشاهير عبروا عن رأيهم في مواضيع الشو/اذ والمثليين والإلحاد واليهود، فكان أن تدمرت مسيرتهم لأنهم كانوا مخالفين لهذا الأمر، وهناك من تراجع عن الأمر وأذعن لتلك الآراء، ولا نغض الطرف عن كثير من هؤلاء المشاهير الذين نراهم في كثير من المناسبات ينددون بحرية الجسد وتحرر المرأة والمعتقد معقلنين هذا الأفعال -وهم في الحقيقة يخشون أن تدمر حياتهم- حتى يظهروا للعالم أنهم مقتنعين بها وقد تجد من يقتنع فعلا بها.


بالعودة إلى السؤال: فالجيل الجديد ما فعله أنه استسلم واتبع سبيلهم سواء في الكبيرة أو الصغيرة، غير معتمد على فطرته وتراث أجداده بل تخلى عن كل هذا لأنه جيل ساذج، مقتنع بهراء مشاهير السوشيال ميديا.


تبا! حتى لو أردت المقارنة بين هذا الجيل والجيل القديم فسترى فرقا كبيرا: خذ على سبيل المثال الموسيقى: كيف صارت رقيقة لينة أنثوية، حتى من يسمون أنفسهم بالرابرز يلجأ إلى auto-tune ليُنَعِّم صوته …


وأخيرا، هل ترى هذا الجيل يمتلك شيئا في جعبته سيغير به الوضع؟

بقلم : youssef lazrak

Yousseflazrak

التاريخ واللغة لوحتان أرى فيهما ما يراه الناقد في لوحات الرسم، ولو جمعتهما في نص حول فكرة ما، فسترى إبداعا لا حدود له. هذا أنا، محب للغة والتاريخ والإنمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى