كيف غير الإعلام من ثقافة الشعوب، و جعلها منقادة لأي فكرة يزرعها ؟
ليس بزمن بعيد عندما كان يمنع على النساء ارتداء ملابس قصيرة في الولايات المتحدة الأمريكية
ففي عشرينات القرن الماضي كانت ولاية شيكاغو الأمريكية تحضر ارتداء اللباس القصير في البحر، وكان دور الشرطة في تلك الفترة قياس طول ملابس النساء للتأكد من مطابقتهم للوائح المسموح بها.
آنذاك، كانت عقوبة من خالف هاته القواعد الأخلاقية الطرد من البحر او الإعتقال.
هذا كان في سنة 1925، لكن بعد سنوات قليلة أصبحت تجد البيكيني في كل شواطئ الولايات المتحدة الأمريكية، في ظرف عقود تغيرت أخلاق هذا الشعب رأسا على عقب ولم يكونوا في حاجة ملحة لهذا التحرر لأن أمريكا بدون عري كانت رائدة في كل المجالات الموجودة وقتها.
العالم بأكمله الآن مصاب بفيروس التعري وأعطوه اسم رنان والذي هو “الحداثة” هذا الفيروس انشئ في الولايات المتحدة الأمريكية، وبعد صراع كبير مع الشعب الأمريكي، نجح اخيرا الإعلام في تغيير ثقافة و اخلاق هذا الشعب وبعدها انتقل للعالم بأسره.
البعض يعتقد ان الغرب لطالما كان هكذا، بل هو الآخر كانت فطرته سليمة ومورست عليه عدة حملات اعلامية للتأثير على اخلاق هذا الشعب.
ففي عشرينات القرن الماضي ايضا، كانت هوليود مكروهة لدى المواطنين، و أتذكر تهمة لفقت للمثل الشهير شارلي شابلن، قالوا فيها ان هوليود تحاول افساد عقلية الشعب الأمريكي وانهم لايحاكون الواقع بأعمالهم الإيحائية، التهمة صرح بها افراد FBI وقتها، يعني حتى الحكومة كانت ضد افكار هوليود.
المغزى من مشاركتي لهاتين القصتين هو ان هوليود او الإعلام بصفة عامة، كان محارب اولا من قبل الشعب الأمريكي، لكن بعد سنوات من غسيل الدماغ أصبحت تلك الأفكار المكروهة لدى العامة و المسمومة هي ثقافة هذا الشعب الآن.
ليس الأمريكيين فقط، بل العالم بأكمله الآن ثقافته قادمة من الإعلام معتقدا ان تلك الأفكار نابعة من أفكاره الشخصية.
كي تعرف كيف الإعلام غير معتقداتنا، كمثال لو شخص ما انتقد فلم ما بحجة انه به قبلة في احدى المشاهد
الا تعتقد ان الأغلبية الساحقة ستستهزئ به ؟ قبلة الآن اصبحت عادية لكن منذ متى وهي عادية ؟ هذا مايجب ان نفكر فيه…
اصبحنا الآن معتادين على تقبل مشاهد الغرام و الإيحائات الجنسية ،واي شيء لا نتقبله بعد سنوات ستجد الجيل القادم تقبله بشكل طبيعي
توجد الآن حملات لجعل الشعوب متقبلة أفكار زواج الشواذ، هاته الفكرة، مجرد التفكير فيها كان يجعلك تشعر بالغثيان، لكن الآن المجتمع الغربي بدأ يتقبل هاته الأفكار وبدأ يشجع على زواج المثليين و لم يبقى الا ان يجعلها مفروضة
لازلنا نشاهد عصر تقبل المثليين، فلازال الإعلام ينشر افكاره الشاذة في الأفلام و الألعاب وكذا الأنمي.
بعد الإنتهاء من الشذوذ ويتقبله الجميع سيكون الدور على الأفكار البيدوفيلية
شاهدت صورة مقرفة في احد المواقع عن ملصق انتشر في امريكا فيه صورة طفل ممسكا يد رجل بالغ وداخل دلك الرجل البالغ مرسومة صورة طفل، كأنهم يحاولون ايصال ان ذلك الشخص لازال طفلا و لابأس ان يكون علاقة شاذة مع طفل اخر
المجتمع الغربي لم ينتقل لهاته الخطوة بعد، لكن المجتمع الياباني تخطى كل الحدود في نشر الأفكار البيدوفيلية، كل متابع لفن الأنمي سيلاحظ كيف يتم رسم الفتيات الصغار والتركيز على رسمهم في وضعيات مغرية، ثقافة القاصرات او اللولي منتشرة في اليابان وتوجد عدة قصص جنسية ابطالها فتيات صغار يمارسن الجنس مع شخص بالغ، و سبق و أن خصصت موضوع حول أضرار و كونه يشكل خطرا على مجتمعنا العربي
زبدة القول، عدة افكار اصبحنا نتقبلها الآن لم يكن من المفترض ان نتقبلها من الأساس، فكما نحن الآن لا نتقبل الأفكار الشاذة، كانت الأجيال السابقة لا تتقبل الأفكار الجنسية، لكن ها نحن ذا لانجد مشكل في مشاهدة قبلة بين عشيقين، بعد بضع سنوات قد لايجد الجيل القادم مشكلة في مشاهدة قبلة بين رجلين.
ليس لأن الجميع متقبل لفكرة ما فهذا يعني انها فكرة صحيحة، تعتقد انك مخير لكنك باطنيا مسير وعبد لهاته الأفكار.
توجد عقدة تعرف بعقدة الخواجة، وهي تقليد الأقوى في كل عاداته وتصرفاته، فليس بزمن بعيد عندما كان بعض الأوروبيين يحجبون نسائهم ويتفاخرون ببعض الكلمات العربية، هاته سنة بشرية ودائما الأمم المغلوبة عسكريا وحضاريا تتبع اتباع أعمى الأمم الغالبة ولو كانت في طريقها للهلاك.
نعيش مع شباب عبدوا الغرب، يقلدونهم في ملابسهم وتفتحهم ويشتمون ليل نهار ويتحدثون بلغاتهم و يشمئزون من لغتهم الأم.
الكلمات لا توقظ هؤلاء الأموات، فقط نهضة حضارية هي ما ستجعلهم يتبعون طريق الحق، اصلا لايهتمون بالحق، همهم اتباع الترند فقط او الغالب ان صح التعبير
الغرب شهد الثورة العلمية والفكرية والصناعية بدون الحاجة للمساواة بين المرأة و الرجل، بلا تعري وبلا تفشي لظاهرة الطلاق و الزنى و الشذوذ الخ…
واضح جدا ان الغرب تمكن من كل شيء في فترة ازدهاره، غزى العالم عسكريا وحضاريا وتفنن في كل العلوم مكملا نهضة المسلمين في القرون الوسطى.
كل ما نراه الآن كان نتاج هاته النهضة التي كما ذكرت، لم تحتاج للعري و الفساد و الإباحية والمخدرات الخ… هذا ظهر كمخلفات و ليس من أسباب النهضة
أصبحت الحداثة و التطور قرينة بالعري و الفساد، يريدون زرع أفكار ان الغرب نهض بسبب هاته الأسباب، نسوا النهضة العلمية وكيف أن المرأة ربت اجيال ودعمت الرجل كمسؤول و حاكم
العرب او علمانيي العرب، يريدون تقليد اسوء مافي الحضارة الغربية، بهذا تجد ذلك الغراب الذي لم يعرف تقليد مشية الحمامة ونسي مشيته الأصلية.
أود أن اضيف أيضا، الغرب مستعد أن يطبق الديموقراطية على شعوبه فقط، لا يريد تطبيق لغيره مايطبقه لنفسه.
اي نهضة فكرية ستقوم بالأخص لو كانت الدولة مستعمرة قديمة، سيخصونها و يخلقوا فيها الفتن حتى تقع، ولكم ان تروا الربيع العربي ودول كثيرة من افريقيا و أمريكا اللاتينية
لا احد اوقف بشار او السيسي، لكنهم مباشرة أوقفوا صدام لأنه دكتاتوري
لا تنتظروا خيرا من الحكومات المسيطرة في الغرب، ان أردتوا ان تكون لكم العزة ابتكروا طريق خاص بنا و حزمة اخلاق صالحة لنا، ستجد كل هذا في الإسلام
احسنت جزاك الله خيرا