أنميمقالات و مراجعات

سبيس تون، بين الماضي و الحاضر، كيف أصبحت قناة شباب المستقبل الآن ؟

لن أبالغ ان قلت أن هاته القناة هي أفضل قناة ظهرت على ساحة الفضائيات العربية، فهي قناة مزجت بين الإبداع، الأدب، و التربية الحسنة…الخ.

هي قناة غريبة لو قورنت مع بقية القنوات، لديها توجه فعلا شاذ، فالإعلام وجد لغسل الشعوب وقنوات الأطفال دورها زرع بعض الأفكار لأولئك الصغار، الأمر ليس مبالغة، فلا يوجد سبب لبذخ كل تلك الأموال على قناة للأطفال بدون أي سبب.

يكفي ان تنظروا لقناة كرتون نيتوورك او mbc3.

فمن جهة “إم بي سي” اتذكر بعض برامجها التي غرست لي تطبيع تجاه العري والملابس القصيرة، أيضا أغلبكم يتذكر برنامج بنات وبس والذي فيه تتعلم الفتيات الصغيرات كيف يصبحن منحلات عندما يكبرن او على الأقل التطبيع.

زد على ذلك تمت دبلجة بعض الرسوم للهجة المصرية، ولازلت أتذكر أول مرة أذني تسمع المصرية لم أفهم منها الكثير وكنت أتسائل لما يتحدثون بلغة غريبة عن ما اعتدت سماعه.

أما كرتون نيتورك فقد رفعت السقف قليلا ولا تليق بتاتا للأطفال، وهي الأخرى تضع بعض الرسوم باللهجة الخليجية.

اخواني كل قنوات الأطفال الموجودة حاليا منهم سبيس تون مقرهم في السعودية او الإمارات، كلنا نعلم توجه هاتين الدولتين ومدى انحطاط اعلامهم وقنواتهم، ماذا تنتظر منهم لو تحكموا في قنوات الأطفال ؟ بالتأكيد نشر الرذيلة والتطبيع مع بعض الأفكار، فالتلفاز يربي الطفل أكثر من والديه.

لكن لما سبيس تون قبل سنة 2011 كانت قناة هادفة، متحفظة، تربوية وعربية بامتياز ؟

هنا سنذهب لأحب بلد الى قلبي من بين البلدان العربية، سوريا

مركز الزهرة كان مقره الرئيسي في سوريا وجل العاملين على قناة سبيس تون كانوا من الشام، لا يختلف اثنان على أن أفضل الشعوب العربية التي تتحدث بالعربية الفصحى هم من أهل الشام، فسوريا تاريخها تاريخ، شعبها أديب في العربية وهذا سبب إبداع طارق العربي طرقان في كل الأغاني التي ظهرت في القناة، فصاحة قل نظيرها في قنوات الأطفال.

سبيس تون جمعت هؤلاء الشباب بدون أي هدف أيديولوجي خبيث، القناة كانت تربوية، فصيحة اللسان و منها تعلمنا العربية الفصحى، اختيارها للأنميات كان ممتازا وجل الأعمال تحس أنه تم اختيارها بعناية وليس عن عبث، انميات تعلمنا منها الكثير وكونت شخصياتنا منذ الصغر.

فكرة كواكب سبيس تون كانت فكرة عبقرية جدا، فنحن كأطفال لن نفرق بين التصنيفات، لكن فكرة الكواكب جعلتني ذواقا، اعرف الأنمي الذي يناسبني من خلال كوكبه فقط.

فوق كل هذا أبدعت القناة في شارات البداية و الأغاني التي تظهر بين الفواصل، كل أغنية في هاته القناة عبارة عن شعر، لازلت أشعر بالغباء كلما سمعت أحد شارات البداية لأنمي ما، كلمات مع لحن تظهر لك بشدة أن من يقف وراء تلك الأعمال اشخاص أدباء ومبدعين، حتى الدبلجة كانت جميلة جدا ومؤخرا أعدت مشاهدة بضع لقطات من سلام دانك و انبهرت من فصاحة اللغة الموجودة، فصاحة لن تجدها في القنوات الحالية، لن تجد فريق يعمل بروح وثبار وحماس فريق سبيس تون.

حذف اللقطات المخلة للأدب، كواكب سبيس تون، شارات البداية، أغاني بين الفواصل، لغة عربية نقية، فقرات تربوية بأسلوب ممتع…

كلها عوامل جعلت القناة أسطورية وخالدة لجيل ماقبل الألفية، هاته الخصال سببها مقر القناة الذي كان في الشام وأهل الشام يحترمون العربية وبهم أخلاق حميدة ومبدعين في كل شيء.

لكن دوام الحال من المحال، كل هذا اختفى من القناة بشكل تدريجي بعد الربيع العربي، فمقر مركز الزهرة انتقل للإمارات كليا، وكل من يأتي من هاته الدولة انتضر منه الخراب.

غالبا تفرق ذلك الفريق الشبابي العربي المبدع، حقا انني أشعر بحماسهم عندما أعيد مشاهدة أغاني مدينة المعلومات او أغنية النجمة (لا تحرجوني يا جماعة)

كانوا مبدعين وتحس أنه كان لديهم هدف، هدف أرى أنهم نجحوا فيه، لقد صنعوا فعلا شباب للمستقبل، شباب يعي بأهمية لغته وعاداته وأخلاقه وثقافته.

جيل لم يكبر مع كرتون تافه لا يعطيك خصلة واحدة حميدة، بل جيل نشأ مع أعمال خالدة كأنا و أخي وريمي وغيرهم.

للأسف، دخلت سبيس تون لفريق إم بي سي وغيرها من القنوات الواضح هدفها، لم تعد هنالك روح ورسالة في القناة الا قليل، مع ذلك، ستظل دائما سبيس تون قناتنا المفضلة التي سأجعل إبني ان شاء الله يكبر على برامجها القديمة من اليوتيوب، سأجعله يعيش طفولتي، أفضل بكثير مما نشاهد اليوم والقادم أسوء

شكرا لك سبيس تون، شكرا لك من القلب، قناة شباب المستقبل بالفعل

محمد أريوا

مؤسس شبكة مجرة الأنمي، مولع بالتاريخ و حضارات الأمم السابقة و أحب الكتابة عنهم و مشاركة كل ما أعرفه بأسلوب بسيط يصل لجميع الأعمار. أحب فن الأنمي لكن ليس لدرجة الهوس، له و عليه و أحب التطرق لكل شيء حول هذا الفن كذلك أعشق عالم الألعاب رغم قلة كتابتي عنه

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى