هاته كانت مقولة معجزة فريق “المارينز” اللاعب صاحب النظرة الثاقبة و القدرة التحليلية المذهلة ، “ايتسيكي تاكامي”، و هذا إثر خسارته ضد الثعلب “توا توكيتشي” .
منذ بداية المباراة و “توكيتشي” يحطم جميع الضاربين و يخرجهم ، لا أحد إستطاع ضرب كرته ، وقع لاعبوا فريق “المارينز “ في الحيرة العميقة ، ماذا سينقذهم؟
بكل بساطة معجزتهم “تاكامي” استطاع ملاحظة أن ” توا” يرمي فقط نوعين من الكرات ، الكرة القليلة الدوران ، والكرة السريعة ( هذه الكرة هي كرة سهلة الضرب في نظر محترفي البيسبول ) ، و بالتالي اعتبر “تاكامي” أن “توا” يملك فقط بطاقتين ، سوداء و بيضاء ، لكن السؤال كان، إن كانت الكرة السريعة هي سهلة الضرب، لماذا لم يستطيعوا ضربها.
يعود العبقري ” تاكامي” ليكتشف أن “توا” لديه القدرة على التحكم في عدد دورات الكرة في طريقها للوصول لمضرب الخصم ، و لهذا الفعل نتيجة ،وهي أن الكرة لديها نمط خاص يتكرر كل مرة وهو أنها دائما عندما تصل الى المضرب تتجاهله و تنخفض لتحت و بعدها تعود لتصل مكانها .
هذا ما فكر فيه “تاكامي” الذي اعتبر أنه وجد نقطة ضعف “توا” الذي يملك فقط بطاقتين ، قدم الفكرة لزملائه و أصبحوا بالتالي قادرين على مجابهة كرات “توا”.
مع اقتراب نهاية المقابلة ، خرج اللاعب “تاكامي” ليواجه “توا” مباشرة و الابتسامة تعلو وجهه إثر ثقته بنفسه ، يتعمد عدم ضرب الكرتين الاولتين اللتان كانتا كرتان سريعتان ، و في الكرة الثالثة علم “تاكامي” ان الكرة ستكون أيضا كرة سريعة و أنها ستتجاهل المضرب لتحت كما اكتشف، فجأة و الكرة في طريقها للمضرب تتجاهله كما هو متوقع ، لكن هذه المرة تتجاهله لفوق وليس لتحت.
مسحت الابتسامة من على وجه “تاكامي” الخاسر أمام “توا” و هناك قال تلك العبارة التي اثارتني حماسا و رعشة مذهلة ، { عندما كنت أفكر بالبطاقتين السوداء و البيضاء، هذا الشاب سحب بكل هدوء بطاقة رمادية }.
فعلا إبداع كبير في شخصية المقامر “توا توكيتشي” يجعلني أفكر كيف للمؤلف أن يأتي بإلهام مثل هذا ، يكفي فقط الاستمتاع بقدرة “توا” على تدمير الخصوم مهما كانو محترفين و أشداء .
بقلم : Baadr FakHmi