أنميمقالات و مراجعات

تسليع المرأة في الأنمي، هل يحترم عالم الأنمي المرأة ام ينتقص منها في أعماله ؟

قد أجلس أمامكم و أتفاخر عليكم بحبي للنساء و تقديرهن، قد ترونني أشجعهن على خلق مسيرة مهنية ناجحة لهن، أدعم حقوقهن في لباس ما يريدون و ممارسة الجنس مع من يريدون.
قد أبدوا لكم متفهما و محترما لا يرى في المرأة جسدا، بل يرى عقلا و روحا و كل شيء تحب أذن المرأة سماعه، فلا يوجد اسهل من الكلام المعسل.
لكن في نفس الوقت قد تجدني داعما أيضا لقصص الأتشي و الهنتاي اليابانية، و عاشقا للأفلام الخليعة.
أعتقد أنني حتى لو بُحت بذلك، فلن تنتقدني أولائك النسوة التي تغزلت بهن قبل قليل.
فهن غالبا لن يرون التناقض في ما أقوله و ما أفعله…


حسنا دعك عني قليلا، و لنفترض انني أمثل دولة ما.
قد ترى أنني أدعم حقوق المرأة و أشجعها على العمل و أعطيها كل ما تحتاج اليه و ما لا تحتاج اليه، قد تقول عني متحررا و عادلا وتسب دولتك وتضرب بي المثال في دعمي للنساء.
لكن ماذا لو قلت لك انني ادعم مجالات تهين المرأة و تجعلها مجرد سلعة ؟ ماذا لو قلت لك انني أفشي في مجتمعي قصص تصور المرأة على أنها مجرد جسد شهواني لا عقل له ؟ ليس فقط القصص، بل حتى الأفلام الخليع.
بالطبع نتحدث عن افلام تهين المرأة بشتى الأنواع و توظف فتيات لا زلنا شابات محتاجات للمال كي يكملوا دراستهن.
هل لا زلت ستقول عني متحررا حداثيا ادعم حقوق النساء ؟
لعلك عرفت عن من أتحدث، لعلك فهمت مقصدي


لم اشاهد كل ما انتجه الإنسان من أعمال ترفيهية، و لا علم لي بكل ما تم القيام به خلف الستار
لكن مما اعرفه، فلا يوجد من تفوق على اليابان في تسليع و احتقار النساء في اعمالهم الترفيهية.


أصبحت الشخصية الأنثوية في نظر الناشر و المانغاكا و حتى الجمهور، مجرد جسد نمتع به ابصارنا في جل الأعمال، فذلك المخلوق مجرد برميل من الشهوة، فارغ من الحياء.


حتى لو كانت الشخصية مقاتلة، سننزع عنها لباسها و نكبر من صدرها و نجعلها تقاتل، بينما الرجل نستر جسده و نعطيه دروعا وكل ما يمليه المنطق.
غريب ذلك القبول الذي اجده من الفتيات قبل الفتيان !
كيف تقبل الفتاة برؤية ذلك الكم الهائل من الإحتقار لهن ؟ كيف تقبل متابعات الأنمي في اختزال دور الشخصيات الأنثوية في الجسد ؟


هل ضروري ان تتعرى المرأة لتظهر في غلاف الفصول او في الأحداث ؟
انظروا لزوجات هاشيرا الصوت من انمي قاتل الشياطين، ثلاثتهن يلبسون ملابس العاهرات و يقاتلون به، منذ متى النينجا يلبسون تلك الثياب للقتال ؟ كيف ستقاتل بتلك الملابس من الأساس ؟
حصر الكلام في الأنميات العادية قاصرا في حق هاته الصناعة


إن كان للغرب الأفلام الخليعة، فلليابان افلام خليعة كذلك، لكن هم تفوقوا بقصص مصورة لم تترك للمرأة حرمة الا و كشفتها و شوهتها.
فتصنيف الأتشي مباشر في الهدف، صنف مخصص لأجساد النساء، لن ترى فيه سوى أفخاذهن و اجسادهن
و احسب معي عدد الانميات الأتشي التي تنتج سنويا في هاته الصناعة !!


اما عالم الهنتاي فبه كل شيء، الخيانة و الأطفال و الشذوذ الخ…
كل ما لا يمكن للأفلام الخليعة الحقيقية القيام به، يوجد في ذلك المستنقع لكونه مجرد رسومات.
تجتمع تلك القصص في تصوير المرأة على انها جسد هائج جنسيا و لا دور له في الحياة الا ان ينكح حتى الأطفال منهن، و بدون حسيب او رقيب.
قد يقبض عليك لكونك تقرصن الأنمي لكن لن يزعجك احد لكونك تنشر قصص بيدوفيلية
.


لا أدري كيف تسمح الدولة بنشر هاته الأعمال ؟ فإن كان الهدف ربحي، فما المانع من خلق رياضة يفوز فيها من يقتل خصمه ؟ متأكد انها ستجلب جمهورا واسعا، هل هذا اخلاقيا لا يجوز و الآخر يجوز ؟


فقط لتعلم، لصناعة انمي اباحي، فأنت تحتاج لعدة رسامين، و محررين و ناشر و مؤدوا أصوات، و مؤسسة حكومية تقنن ذلك، فهاته صناعة تحتاج لفريق ضخم.
كيف يسمح أولائك العمال بنفسهم في العمل في تلك المجالات ؟ و انا يقين انه يوجد نسوة كثر في تلك الصناعة.
هل أولائك الناس في نظرك يحترمون المرأة اكثر منا نحن المسلمين الذي نغير على محارمنا ؟ هل هذا ما يريدون منا دعاة الحداثة و التحرر ان نصل اليه؟
هل من يسترزق من اجساد النساء في مستنقع الإباحية، اكثر حداثية منا ؟
غريب و الله غريب


و كإضافة اخيرة، يزعجني جدا ان لا ارى نسوة ينتقدون هاته الأعمال في كتاباتهم او فيديوهاتهن، لما الرجل فقط من ينتقد هاته الأشياء المقززة بشكل جريئ ؟

لقراءة المزيد حول سلبيات عالم الأنمي، أدعوك لقراءة مقالي تحت عنوان “إرث الأنمي، هل يشكل فن الأنمي خطرا على مجتمعنا العربي ؟ و كذلك مقالي الآخر “تصنيف الياوي، ماهو ؟ و من هم متابعيه ؟ وهل حصل على شهرة واسعة عربيا ؟”

محمد أريوا

مؤسس شبكة مجرة الأنمي، مولع بالتاريخ و حضارات الأمم السابقة و أحب الكتابة عنهم و مشاركة كل ما أعرفه بأسلوب بسيط يصل لجميع الأعمار. أحب فن الأنمي لكن ليس لدرجة الهوس، له و عليه و أحب التطرق لكل شيء حول هذا الفن كذلك أعشق عالم الألعاب رغم قلة كتابتي عنه

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. للاسف ستوديو أرمز و هوود ، يعجبني المستوى البصري في أعمالهم من ناحية الرسم و التحريك
    لكن توجههم العام للاسف سيء للغاية ، وهو مثل ما تفضلت ( تسليع المرأة ) باسوء مايكون

  2. ارجو مراسلتي بأسرع وقت فانني احاول جاهدا انتاج مواضيع مثل هذه ولكن المادة تقريبا لا اجدها فارجو مساعدتك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى