الشر و الخير كالضوء و الظلام، نزع أحدهما يعني نزع الآخر، وبالتالي فكل قصة نشاهدها الا و سيكون فيها الطيب و الشرير
لو عدنا للوراء في عالم القصص سنجد أن الشرير كان يجب ان يكون قبيح المظهر، صاخب الصوت، لا مشاعر له وهدفه مجنون ويريد الدمار فقط ويجد متعة في فعل الأمور الشريرة.
هذا النمط من الأشرار ظهر في الأفلام الأمريكية و قصص الكوميك الأمريكية أيضا، وأشهر مثال لهذا الكلام الذي قلت هو شخصية الجوكر الشهيرة، مظهره غريب و دائم الإبتسامة، جبان ويحب الشر فقط لأنه مجنون.
قصص الأطفال هي الأخرى تحتوي هاته الخصال في الشخصية الشريرة ومن هنا نستنتج ان جل القصص بها هذا النوع من الأشرار النمطيين.
لم يتغير هذا النمط الى الآن عدا عمل واحد سأخصص له موضوع، لكن عندما نعرج نحو الأنمي نجد ان هاته النمطية المعتادة في الأشرار نادرة في قصصه و أبرز مثال شخصيات انمي ناروتو.
كي نسمي الأشياء بمسمياتها دون مبالغة في مدح الأنمي، وجب الإعتراف ان هذا الفن انتهج الشرير النمطي في بداية عهده، أشرار انمي دراغون بول نمطيين كثيرا وان كانوا مميزين من ناحية الشكل و الهيبة.
لكن مفهوم الشرير بقي على حاله حتى ظهرت قصص كناروتو و هنتر و بليتش. الشرير في هاته الأنميات تجده مختلفا عن البقية، وسيم، ذكي، شخصيته متزنة ورزينة ولديه هدف وان كان ساذجا لدى البعض كحكم العالم.
الأنمي قدم شرير مختلف عن باقي القصص وغالبا نجد أنفسنا نعشق الشرير على البطل لكون الكتاب اليابانيين غالبا مايبدعون فيهم، لكن رغم ذلك لازال الأشرار في الأنمي أشرار، جلهم هدفه أناني وسلطوي وبالتالي نجد إلتماس مع النمطية القصصية المعهودة.
لكن أنمي واحد أراه خرج عن السرب كليا في هذا الخصوص وأعتقد أغلبكم توقعه قبل ذكر اسمه وهنا الحديث عن ناروتو.
الشخصيات الشريرة الرئيسية في هذا الأنمي ثقيلة جدا من ناحية الفكر و الفلسفة، الأشرار في هذا الأنمي أشرار لأنه حتم عليهم ذلك، أشرار لأنهم لم يملكوا خيار اخر، بل لايمكننا وصفهم بأشرار لأن هدفهم في النهاية وان كان خاطئا فهو سامي ونبيل.
باين ومادارا امتلكا كل شيء يجب ان يكون في الشخصية الشريرة، مظهر ثقيل وصوت رخم وملابس مهيبة وقصة حزينة، و المختلف عن البقية هو الهدف، بحيث لا تجد الأنانية المطلقة وحب السلطة في مخططهم، ستجد فقط رغبتهم في إفشاء السلام أيا كانت الطريقة لفعل ذلك
نحن كمتابعين للأنمي استمتعنا بهاته الشخصيات لسنين طويلة، وتميزنا عن باقي المجالات بهاته الشخصيات المتميزة بينما البقية كانوا غارقين في وحل النمطية.