أنميمقالات و مراجعات

مستقبل الانمي إلى اين؟ المجد ام الهاوية؟

هل يشهد الأنمي تطورا ؟


مما لاشك فيه اصدقائى ان ما جمعنا هنا في هذا الفضاء المحترم و الجميل هو حبنا و عشقنا للانمي ذلك الفن الذي اصبح عالمنا حيث نعيش و أمسى الهواء الذي نتنفسه و أضحى سكان ذلك العالم الوهمي رفاق لنا و أصدقاء بل و حتى افرادا من العائلة و الأكيد ان مستقبل هذا العالم بات يشغلنا مثلما يشغلنا مستقبلنا المهني (ربما ابالغ قليلا) فمعظمنا لا يخطط لترك عالم الانمي على الاقل على المدى القريب او المتوسط لكن يبقى السؤال المطروح في ذهن كل واحد منا :مادَا بعد؟ هل يخبئ لنا عالم الانمي المزيد من المفاجئات الجميلة ام انها بداية النهاية؟


لو طلبت منكم العودة قليلا إلى الوراء حيث اعمال القرن العشرين و بداية الألفية الحالية و طرحت عليكم نفس السؤال و سألتكم ماذا كان ينقص الانمي معظمكم سيجيب ب لا شيئ ببساطة لان انميات تلك الفترة كانت تحتوي على كل مايجب على الاعمال الفنية ان تحتويه فاذا نطرت مثلا إلى الاعمال السينمائية او التلفزيونية ستجد انها كانت تركز كل اهتماماتها على إثارة مشاهد المتابع المختلفة سواء كان الحماس او الدراما او حتى الغموض و لو انه كان نادرا فكنت تجد جيل السبعينات او الثمانينات مثلا مبهورا باعمال الكوبوي و الحركة و المغامرات  البوليسية الممتعة فلن نجد شخصا مثلا يقول لك انذاك هذا العمل يفتقر إلى الحبكة او العمق في كتابة الشخصيات او اشياء من هذا القبيل لأنها و ببساطة كانت غائبة حتى عن ذهن المؤلفين و صانعي المحتوى.


نفس الامر ينطبق على الانمي لم تكن السيناريوهات تشكل اي أهمية للمتتبع انذاك فكل ما يهم فان غرايندايزر مثلا هو سماع دوك فليد و كل ما يحمس عاشق ابطال الديجيتال هو نداء الى القاعدة.


مع تقدم السنوات و غزارة الاعمال لم تعد الاثارة تشكل نقطة مهمة في العمل و صارت الحاجة ملحة للبحث عن مدخل جديد فبدأ التركيز على نقاط اخرى و التي اصبحت تشكل اليوم اساس العمل الجيد مثل الحبكة و الربط بين الاحداث و القوة و العمق في كتابة الشخصيات فأصبح العصر الجديد عصر السيناريو بامتياز.


بالعودة إلى العصر الحالي ساسالكم مجددا ما الذي ينقص عالم صناعة الانمي او بمعنى أدق هل مازال يمتلك القدرة على التطور و إعطاء المزيد؟


برايي نعم فما زالت معضلة الحبكة و السيناريو لم تصل إلى الكمال بعد إذ تبرز مشكلة كبيرة يعاني منها معظم الكتاب و السيناريست و هي اللمسة النهائية و اشكالية فك خيوط الغموض فما زالت الاعمال الممتازة تقع في فخ البلوت هولز مما يؤدي إلى عسر في الوصول إلى نهاية مرضية للمتابع و الذي بدوره بدا يكتسب القدرة على الفهم و تحليل الاحداث بدقة و رزانة و يلقي بالا لاصغر التفاصيل و الهفوات.


عالم الانمي الحالي بات يمتلك الكثير من الأدوات المساعدة للتاثير في المتابع فصارت الرسومات اكثر دقة و وضوحا و صارت اللقطات اكثر حماسا و إثارة بل حتى الشخصيات باتت و للاسف ترضي جميع الأذواق حتى المنحرفة منها و اصبح الفضل و الاسبقية الان في أيدي كتاب الاعمال فهم من يمتلكون القدرة على ترجيح كفة اعمالهم على حساب البقية و ذلك من خلال الكتابة المتأنية و الحبكة الجيدة و السيناريوهات المتكاملة.


ختاما اتوسم الكثير من الخير في الاعمال المستقبلية و اثق تماما في مستوى الكتاب الشباب للاستفادة من التجارب الحالية َوتطويرها خصوصا مع انتشار ثقافة النقد و التقييم و التي قد تساعدهم على تحديد مكامن الخلل و تجنبها.


وانتم ما رأيكم في مستقبل الانمي؟

Oussama ghazal

أسامة غزال كاتب بموقع مجرة الانمي، احب الانمي و المانغا و كل ما يتعلق باليابان و فنونها، و احب كتابة المقالات و التقارير و الانطباعات، و أيضا اخبار حول الانمي و المانغا ، كذلك اعشق كتابة و تأليف القصص

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى