أنميمقالات و مراجعات

إرث الأنمي، هل يشكل فن الأنمي خطرا على مجتمعنا العربي ؟

نحن نعيش في عالم الترفيه، حيث نجد الكثير من الرياضات الترفيهية التي يتابعها الملايين، الكثير من المسلسلات و البرامج و كذا الأفلام، هذا دون اغفال مكانة الأنمي…، فقط اشتهي وستجد أي شيء تريده كي تلهى عن أساس وجودك في هاته الدنيا وتعيش في غفلة لا تستيقظ منها حتى تفارق الحياة.


كل مجال ترفيهي تجده موجه لفئة معينة من البشر، والأنمي تجده موجه لفئة الأطفال و المراهقين على نحو خاص، بالطبع توجد أنميات موجهة لكل الفئات العمرية، لكن بصفة عامة، الأنمي موجه للمراهقين على نحو خاص وفي موضوعي هذا سأتحدث عن علاقة المجتمعات العربية بالأنمي.


••• تأثير الأنمي على العرب كطفولة •••


بلا شك، الأغلبية تابعت قنوات كسبيس تون وسبيس باور، كلتا القناتين ركزتا على الأنمي بدل الكرتون، كونه يحمل قيم ورسائل هادفة، مركز الزهرة كانت جل اختياراته موفقة.


الأنمي في طفولتنا برقابة سبيس تون وتنقيحها للأنميات، علمنا التآزر بين الأصدقاء (عهد الأصدقاء)
أن تكون أخ مثالي لإخوتك الصغار (أنا و أخي) وشخصيا هذا الأخير، أثر علي بشكل كبير في طفولتي ولطالما طمحت أن أكون كسامي لأخي الأصغر وبسببه تهذبت شخصيتي بشكل أفضل.


الوقت لا يسعفنا لذكر مميزات كل عمل والخصلة التي زرعها فينا، لكن سبيس تون اختارت أنميات ممتازة جلها يحمل في طياته أفكار سامية ومفيدة للطفل الصغير، أن يكبر الطفل مع أنمي ك”ريمي”، أفضل من ان يكبر مع كرتون كغامبول او مسلسل سامحيني المغربي وغيرهم…


سبيس تون أحاطتنا بالعديد من الأعمال من كل جانب، استطاعت ان تجعل الأنمي مدرسة تربوية، وقد استفاد جيلنا كثيرا منه.
لكن الأمر تغير بعدما كبرنا وانتقلنا لمشاهدة الأنمي بدون رقابة أحد، وهنا سندخل في سلبيات هذا الفن


••• الأنمي و الإلحاد •••


الإستثناء ليس قاعدة، لكن العام ليس هو كل شيء أيضا، فمن خلال نظرتي الشخصية لعالم مجموعات الأنمي العربية و بالأخص المغاربية، رأيت أن شريحة كبيرة أو لنقل لا بأس بها، من متابعي الأنمي ملحدون، او لديهم أفكار إلحادية، الأمر ليس غريب عزيزي القارئ وربما لاحظتم ذلك.


الأنمي جذب أغلبنا في سن المراهقة وبعضنا منذ الطفولة تابع الأنمي من مصدره دون مراقبة وتنقيح من أحد.


وبما أننا جيل لم ينشئ نشأة علمية، أي فكرة قد تؤثّر علينا وبسهولة شديدة.
ما يقال عن الإعلام، يقال عن الأنمي، فالإعلام يستطيع زرع الأفكار التي يريد بالتكرار الممنهج، يستطيع أن يجعلك تؤمن بالشذوذ و الإنسانية الزائفة التي تؤله الإنسان على الخالق، وأي فكرة يريدون بدون أن تشعر أنك لعبة، ستظن أنك تبنيت تلك الأفكار عن قناعة وحرية، لكنك مجرد بيدق تتقبل أي فكرة ينشرونها في وسائلهم الترفيهية.


فعندما تتكرر الفكرة من أماكن مختلفة، عقلك الباطني يتبناها بدون أن تشعر، والأنمي يفعل نفس الشيء
فجل الأنميات ذات توجه إلحادي وعندما يشاهد أحدنا عدد كبير من الأنميات، تجده هدم في نفسه المقدسات وأصبح يستخف بالإله وملائكته الخ، يتبنى تلك الأفكار ومن هنا يغوص في عالم الإلحاد كفكر وليس ترند فقط.


قد تكون حالات قليلة لكن اغلب المجموعات لاحضت فيها سيطرة إلحادية كبيرة، لهذا السبب أنشئت مجموعة غينغا بتوجه إسلامي كرد فعل لهاته الموجة.


••• الأنمي و البيدوفيلية •••


كل متابع أنمي لاحظ البيدوفيليا في الأنمي بشكل واضح جدا، اليابانيين يعشقون الأحجام الصغيرة وتجدهم يتحرشون بالأطفال في جل الأعمال، توجد إنميات أبطالها فتيات صغار، أغلب متابعي هاته الأنميات ليسوا أطفالا، بل ذكور بالغين، وهؤلاء الفتيات تجدهم بملابس سباحة او في الحمام، او في علاقة مع بالغ بشكل صريح.


المتابع مهما كان ذكيا وحازما، لو تابع هذا النوع من الأعمال تجده عاشق للوليز (فتيات صغار) ومن هنا يصبح بيدوفيلي الذوق شيئا فشيئا.
أعرف صديق أخبرني أن هاتفه به عشرات من صور الفتيات الصغار، ويعشق الطفلات الصغيرات بشكل كبير، اعترف أنه مهووس بهن، هاته النزعة أخذها من الأنمي فقط وهاته مجرد حالة من بين حالات كثيرة.


••• الأنمي و الإباحية •••


كم هي مشهورة أنميات الإتشي في مجتمعاتنا العربية، وكم هو مشهور مجال الهنتاي لدى الذكور، والياو لدى الفتيات.
فالذكور، بسبب الأنمي ولقطاته المغرية، انتقلوا لأنميات أتشي منحرفة ثم للإباحية (هنتاي)، وهاذين العالمين بحر واسع ولن أتعمق هنا كي لايصبح الموضوع ثقافة جنسية، الفكرة وصلت ومعروفة لدى الجميع.


أما الفتيات، قد لا يصدق بعض الرجال ما أقول، لكنني لا أتكلم من فراغ وقد جمعت علم واسع في هذا الشق.
فتيات عدة يعشقون صنف الياو (شذوذ بين ذكرين) الشاذ، بسبب الأنمي تجد بعض الفتيات يعشقون العلاقات الشاذة بين ذكرين ويستمتعون بعلاقة جنسية بينهما، و قد فصلت في هاته النقطة في مقال منفصل لمن يرغب في القراءة
“تصنيف الياوي، ماهو ؟ و من هم متابعيه ؟ وهل حصل على شهرة واسعة عربيا ؟


قد لا يشاهدون ذلك في الواقع وقد يكرهونه، لكن كأنمي او مانغا، فالشذوذ بين الذكور عشق لبعض الفتيات وتجدهم يشاهدون علاقة جنسية صريحة بين ذكرين والعياذ بالله (هذا يفسر لما الكيبوب معشوق الفتيات) وليس بالضرورة أن تكون الفتاة ملحدة كي تحب صنف الياوي، أعرفهن مؤدبات ومع ذلك لديهم هاته النزعة الشاذة التي لم أجد لها تفسير


••• زبدة القول •••


كاذب هذا الذي يقول أن الأنمي مجال تربوي رائع مليئ بالرسائل الهادفة، بل أنميات قليلة فقط من يقال عليها هذا القول و الإستثناء ليس قاعدة.
الأنمي ككل، عالم كبير وسنويا يتم انتاج أزيد من 200 عمل، وأغلب هاته الأعمال مليئ بالأفكار الإلحادية، الشذوذ، البيدوفيليا و الإباحية…
فمن دخل للأنمي وهدفه مشاهدة بعض الأنميات و الإستمتاع بها فقط، ستجده مع الوقت يذهب للتصنيفات المنحرفة وذلك العالم كالمتاهة صعب الخروج منه.


مع ذلك، رغم كل ما قلت، الأنمي أقل سوءاً من أعمال الغرب من وجهة نظري الشخصية، فإن كنت تريد وسيلة ترفيهية، الاقل ضرر تجده في الأنمي، أما لو كنت متمكنا، عقيدتك سليمة والعقيدة تحتاج لبحث وقراءة وليس جبهة فارغة، عندها الأنمي سيكون وسيلتك الترفيهية المفضلة، لكن بعض الأنميات و ليست كلها.


تأثير الأنمي على المجتمعات العربية كبير جدا في مرحلة الطفولة وجد مفيد، الأنمي المدبلج يكون أفضل لأنه سيتم معالجة الأفكار الشاذة وحذف المشاهد المنحرفة، لكن في مرحلة المراهقة والشباب بعدما أصبحنا نشاهد كل شيء بدون تنقيح ومن المصدر، كان تأثيره ليس حميدا وله وعليه وشخصيا لن انصح به أبنائي لو لم أراهم متمكنين.


ماذا ترى أنت ؟

محمد أريوا

مؤسس شبكة مجرة الأنمي، مولع بالتاريخ و حضارات الأمم السابقة و أحب الكتابة عنهم و مشاركة كل ما أعرفه بأسلوب بسيط يصل لجميع الأعمار. أحب فن الأنمي لكن ليس لدرجة الهوس، له و عليه و أحب التطرق لكل شيء حول هذا الفن كذلك أعشق عالم الألعاب رغم قلة كتابتي عنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى