ثقافة عامة

مقارنة بسيطة بين اللغة العربية و اليابانية، أي اللغتين أصعب ؟

اللغة العربية تعتبر أحد اصعب اللغات في العالم ان لم تكن الأصعب على الإطلاق، يرجع الأمر لوفرة عدد مفرداتها وصعوبة نطق حروفها لغير الناطقين بها.


اليابانية من جهة اخرى لا تقل صعوبة عن العربية كثيرا، لكن تكمن صعوبتها في تعلم نظامها الكتابي أكثر من أي شيء اخر.
عندما يسألني شخص ما كمتعلم للغة اليابانية عن ما الفرق بين العربية و اليابانية ؟

يكون جوابي بأن تعلم العربية ليس بتلك الصعوبة لكن إتقانها قد يكون أصعب شيء قد تواجهه، بحكم انها تحوي على عدد هائل من المفردات و يكفي ان تقرأ بعض قصائد الشعر الجاهلي لتعرف بلاغة اللغة


اليابانية من جهة اخرى صعب تعلمها لكن اتقانها ليس بالشيء العسير.
كي تتعلم العربية كل ما ستحتاج اليه هو تعلم 28 حرف وبعض المصطلحات كي تتواصل مع العامة، تعلمها سهل لكن تكمن الصعوبة في اتقانها كما أسلفت الذكر.

فلكي تفهم الإعراب كاملا، والصرف و النحو و جميع مفدرات اللغة ستحتاج لسنوات عديدة من الدراسة المكثفة كي تتقن 20% كحد اقصى ربما.


على نقيض هذا، كي تتعلم الكتابة في اليابانية ستجد امامك طريق طويل ومعقد، تحتاج لتعلم حروف الهيراغانا البالغ عددهم 46 حرف، ثم تعرج نحو حروف الكاتاكانا البالغ عددهم 46 حرف ايضا، ثم تنتقل لرموز الكانجي والذي يلامسون 2000 رمز في الوقت الراهن (كانوا 50 الف وتقلص عددهم الى 2000)


لقراءة المانغا على سبيل المثال، يجب ان تكون ملم بكل هاته النظم، ففي جملة واحدة قد تصادف كلمة من حروف الهيراغانا ثم كلمة تليها بها رمز كانجي ثم كلمة بجانبهم مكتوبة بالكاتاكانا.
لايوجد طريق سهل هنا، ستضطر الى تعلم كل تلك الحروف لتقرأ كل شيء.


من الأشياء التي تمتاز بها العربية عن نظيرتها اليابانية هو انه بها المفرد و المثنى و الجمع في التصريف، وهاته الأصناف الثلاثة تنقسم الى قسمين، مذكر و مؤنث.

بينما اليابانية ليس بها كل هذا، بها فقط المفرد و الجمع وفي غالب الأحيان لا تستطيع حتى ان تفرق بينهما لكون اغلب المصطلحات تستخدم في كلتا التصريفين، اما المؤنث و المذكر فلا يوجد تفصيل بينهما، تُخاطب المذكر كما تخاطب المؤنث.


كما نعرف جميعا، عندما نريد صياغة جملة ما، اغلب الوقت يتقدم الفعل الجملة، على سبيل المثال (يخرج التلميذ الى المدرسة)


في اليابانية يحدث العكس تماما، بحيث تصبح الجملة (التلميذ الى المدرسة يخرج) باليابانية ( がくせいは がっこうへ いきます )
في الثقافة اليابانية يقولون ان الفعل يكون متأخراً كي تستمع للطرف المتحدث حتى النهاية وتفهم جيدا مغزى كلامه، فمثلا شخص ما قال “التلميذ الى المدرسة” قد تنتهي ب”يخرج” او “يدخل”

مقاطعته وسط الحديث غير ممكنة عكس العربية التي من الوهلة الأولى قد تفهم مايريد المتحدث قوله وتشرع في مقاطعته ان كنت قليل الأدب.


العربية لا تقارن بأي لغة في العالم ككل، لا من ناحية بلاغتها او عدد مفرداتها او صعوبة تعلمها او سحر تعبيرها، لكن هذا لا يعني انها اللغة الصعبة الوحيدة في العالم، يوجد ايضا اليابانية التي لها تعقيد في نطامها الكتابي ناهيك عن ذكر اللغة الصينية التي منها تم استنباط الكانجي الياباني
.

محمد أريوا

مؤسس شبكة مجرة الأنمي، مولع بالتاريخ و حضارات الأمم السابقة و أحب الكتابة عنهم و مشاركة كل ما أعرفه بأسلوب بسيط يصل لجميع الأعمار. أحب فن الأنمي لكن ليس لدرجة الهوس، له و عليه و أحب التطرق لكل شيء حول هذا الفن كذلك أعشق عالم الألعاب رغم قلة كتابتي عنه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى