أنميمقالات و مراجعات

قائمة بأفضل أفلام ستوديو غيبلي، سحر يفوق الخيال

من النقاط القليلة المتفق عليها من قبل كل عاشق و متيم بحب الانمي هي عظمة استوديو غيبلي و أعماله ، كيف لا وقد سحرت الصغير قبل الكبير . أعمال لا تطغى عليها الصراعات و الآلام أو مشاعر الكراهية ، هي فقط تخاطب قلبك وإنسانيتك بتقديم الحياة بكل جمالها عبر مجموعة من القصص الخيالية التي تناسب جميع الأعمار ، فتارة تعيد لك بعضا من حنين الطفولة و الذكريات الجميلة و تارة تجعلك تتأمل في حياتك لتعطيك بعدها جرعات من الطاقة الإجابية .

حاليا نصّب استوديو غيبلي لنفسه مكانة سينمائية عالية عبر مختلف بقاع العالم حتى أصبح البعض يدخله في نقاشات و مقارنات على أنه المنافس الأساسي و المباشر لديزني ، غير أن الرسم الفريد من نوعه المعتمد أساسا على الأساليب و المؤثرات اليدوية جعلته مختلفا عن أي استوديو آخر و بمن فيهم ديزني .

فأكثر ما يجذب المتابع لغيبلي هو الرسم الإبداعي والجميل والأقرب للواقعية بمجرد الانتهاء من فلم واحد تشعر بمقدار العمل و الجهذ المبذول. قطع فنية توصلك في بعض الأحيان للتأمل في كل لقطة لدقائق والانبهار من هذه المتعة البصرية .

و هذا دون نسيان متعة أخرى قدمها لنا الاستوديو بموسيقى تصويرية تفوق الخيال تدخلك ببساطة لعالم القصة و تسمح لك بالتواصل مع الشخصيات و فهم عالمهم الخاص . إن جردنا غيبلي من موسيقته سيفقد الكثير و الكثير من سحره .

رغم مكانة و شهرة الاستوديو إلا أني أجد معظم الإشادات و التقديرات تذهب لصالح أفلام معينة من قبيل spirited away الحائز على الاوسكار أو فلم الأميرة مومونوكي المصنف ضمن أفضل 250 فلم في imdb أو قلعة هاول المتحركة . ليس تقليلا من مستوى هذه الأفلام إلا أن للاستوديو أعمال أخرى لا تقل أهمية بل و بعضها يتفوق في نظري . لهذا أحس أن هناك بعضا من الأفلام المظلومة و في هذا الموضوع سأحاول تسليط الضوء على بعض منها .

When marnie was there

“عندما كانت مارني هناك “

هذا الفيلم قادم من مدرسة تاكاهاتا ،ذلك الاسلوب الواقعي في رسم الشخصيات و ذلك البطئ الواضح في معالجة الحبكة ، تلك الرسوم الخيالية الرائعة بطابع اللاواقعية . تمازج الأسلوب الخيالي بطابع القصة الخرافية مع الأسلوب الواقعي لاستحضار الذكريات و الحنين و المأساة .. كل هؤلاء تقرب الفلم إلى سينما تاكاهاتا .

عندما تشاهذ عروض الفلم تتوقع قصة صداقة بين طفلتين مع طابع دافئ ، ولكن الحقيقة الفلم أعمق من ذلك ، الفلم مركب للغاية و محبوك سرديا، من البداية الى النهاية هناك قصة مترابطة و واضحة ، من اللامبالاة الأسرية إلى تحطيم الذات إلى الحنين و الرومانسية إلى المرض و مقاومته ،إلى التراجيديا

فلم يحمل رسالة إنسانية لا تقل عن أي أفلام غيبلي . رغم أن الفلم لم يشارك في إنتاجه كل من

الأسطورتان ميازاكي و تاكاهاتا إلا أنه يتمتع بكل مميزات أفلام الاستوديو و أهمها القصة الرائعة التي تمزج بطريقة رائعة بين الحقيقة و الخيال .. ويعتبره البعض أفضل هدية وداع من استوديو غيبلي باعتباره كان آخر أعمالهم .

grave of the fireflies

“قبر اليراعات

قصة عالجت ويلات الحرب و مخلفاتها انطلاقا من دراما واقعية صادقة بعيدة كل البعد عن الافتعال والتكلف .. لا تحتوي على ردود أفعال مبالغ فيها .. لا تحتاج الى استخدام الدموع الزائدة عن حدها او استخدام بعض الموسيقى لكي تؤثر بك ..

قبر اليراعات قدم قصة مشبعة بالرسائل الانسانية من الطراز الرفيع لا و لن تستطيع اي نفس بشرية حتى وإن كان متحجر القلب ألا ان يتأثر بها.قصة لا تحتاج الى التويستات ، لا تحتاج نهاية صادمة ، هي فقط قصة بريئة تخاطب قلبك مباشرة . لو كانت هناك جائزة نوبل للكوميديا السوداء فهذا الفلم هو الوحيد الذي يستحقها.

porco rosso

“بوركو روسو”

أقرب الأفلام إلى قلبي و أحد أفلام ميازاكي الكلاسيكية التي لم تحظ باهتمام كبير .

استطع هذا الفلم الجمع بين عنصري الدراما و الكوميديا بشكل جيد ليتلاعب بأحاسيسك طوال الوقت . تتركز القصة على طيار اسمه بوركو قرر الابتعاد عن الجيش ليصبح صائد جوائز . حب ميازاكي للطائرات ترجمه في هذا الفلم و لم يكن لينجح في ذلك إلا بفضل الرسم و التحريك الخرافي .

فرنين الطائرات لوحده كفيل بأن يدخلك لعالم القصة و تتمنى أن لا تخرج منه . و ما زاد من جمالية الفلم هو أنك تعيش فترة التسعينيات في أحد أجمل بلدان العالم و هي إيطاليا التي لم يبخل الاستوديو على تصويرها بجمالها المعهود و سحرها الذي فتن الجميع . و على عكس أفلام استوديو غيبلي الأخرى ، فإن قصة هذا الفيلم مناسبة للبالغين أكثر من الأطفال .

kiki delivery service

“كيكي لخدمة التوصيل”

رغم بساطته إلا أن للفلم سحره الخاص ، سحر يمدك بجرعات من الإيجابية و يعطيك مجموعة من الدروس و العبر ، فاستقلالية كيكي و اعتمادها على ذاتها منذ الصغر يحيلك على أن النجاح لا يفرش بالورود و إنما بثمرة جهذك و عملك . و هذا ما عشناه طوال القصة مع كيكي التي انطلقت في رحلتها الخاصة محاولة إعالة نفسها بنفسها دون الاعتماد عن الآخرين .

كحوارات أرى الفلم متفوق على غيره من الأفلام ، قد تتظاهر لك أنها مجرد حوارات بسيطة ولكن إن قمت بالتأمل فيها ستبهرك خصوصا الحوار الذي جمع بين كيكي و الرسامة التي التقتها . دون الدخول في الحيتيات فقد قدم لنا الفلم تجربة رائعة جمعت بين الخيال و واقعية الحياة أنصح الجميع بمشاهذتها .

ياسين سعد

ياسين سعد ، من هواياتي كتابة المواضيع و المقالات خاصة المتعلقة بفن الانمي و المانغا . أكتب بهدف خلق محيط تسوده الأفكار و النقاشات الهادفة بعيدا عن أي تعصب يعرفه هذا المجال .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى