المعلم جيرايا
لدي نظرة غريبة حول هذا الشخص، نظرة يشاطرني فيها المؤلف نفسه والبعض منكم أيضا، نظرة تجعلنا نشعر بوجود هاته الشخصية الخيالية، نظرة احترام، نظرة أبوية شعر بها أغلبنا نحو هاته الشخصية.
فمن جهة الكاتب، لم يعده بالأيدو تنسي احتراما لمكانته، ومن جهتنا نحن كمشاهدين، فقد تعلقنا بهاته الشخصية تعلق الإبن بأبيه، او على الاقل كي لا نبالغ، احترمنا هاته الشخصية كثيرا رغم شقها الكوميدي الذي يتسم بالإنحراف في مرات عديدة.
منذ أول ظهور لجيرايا و أنا معجب به، فبنيته الجسدية الضخمة وشكله المهيب وخبرته الطويلة جدا، أعطته تلك الهيبة، ايا كان العدو ولو كان حتى مادارا وقتها، عند وجود جيرايا كنت أشعر بالراحة والأمان.
خبرة الشخصية وقوتها تجعلك مطمئن، فلا شيء سيحدث طالما هو موجود، يعطيك شعور أنه دائما يسبق خصمه بخطوة، وهذا شعور لم تقدمه اي شخصية غير جيرايا من الشخصيات الرئيسية.
سبب هذا الشعور عوامل عديد اجتمعت فيه، مؤدي صوت ممتاز، ثباث تحت أي موقف، خبرة في الأختام، شهرة واحترام يمتلكه عند الجميع الخ…
لي قصة غريبة مع هاته الشخصية، فأثناء مشاهدتي لحلقات ناروتو، أتذكر ان حلقة موت هاته الشخصية لم تعمل لعطب وقع في السيرفر، اضطررت لمشاهدة الحلقة التي تليها، رأيت ناروتو يبكي، تسونادا تبكي، عرفت انه قتل لكن لم أدري كيف وماذا حدث، ظل الأمر محير بالنسبة لي لمدة طويلة، حتى انهيت كل الحلقات ثم عدت لأكتشف كيف مات جيرايا وماذا حدث في القتال بالضبط.
كان الأمر مؤلم بالفعل، طريقة موت الشخصية كانت قاسية ومذلة، لكنني تقبلتها فقد كانت منطقية جدا، احترمت المشهد وكنت ثابثا طوال الحلقة حتى رمي جيرايا في الواد، كلماته الأخيرة بنبرة صوته الهادئة أثرت في.
أعدت تلك اللقطة مرات ومرات، في كل مرة أشعر بنفس الشعور، تلك الكلمات تشعر أنها واقعية، شعرت بتقبل جيرايا لنهايته وكان راضي عنها، نهاية بطولية لشخصية أسطورية، فهو الذي اختارها وأتى اليها بنفسه.
كانت لي قناة على اليوتيوب كنت أنشر فيها مقاطع لأنمي ناروتو وبعض الأنميات الأخرى…
أضع فيديوهات فوق الساعتين، هنالك نوع من المقاطع الحزينة، لا شعوريا أتذكر جيرايا دائما عند سماعها، مقاطع تذكرني فقط به، بالتالي أضع صورة جيرايا على المقطع، أحاول دائما وضع تلك المقاطع بشكل مترادف، بالتالي كل من يشاهد الفيديو سيرى فقط جيرايا لأزيد من نصف ساعة، يتغير المقطع، تتغير الصورة لكن جيرايا واحد، كأنه أرك في الفيديو.
تلك المقاطع هي مقاطع حزينة لكن تحمل في طياتها تضحية محارب، نهاية حقبة و ولادة أخرى، هاته الأوصاف تجتمع في جيرايا، فبموته انتهى جيل، وبدأ جيل اخر.
سبب آخر جعلنا متعلقين بهاته الشخصية، هو أنه رعى ناروتو، تلك الشخصية التي عشنا معها طفولتها وعشنا معها وحدتها، جيرايا كان الصديق و المعلم لبطلنا، جعله أقوى وقام بحمايته، أعطاه الإهتمام الذي يستحق، نحن كمشاهدين شعرنا بالإمتنان لهاته الشخصية، فأخيرا حصل ناروتو على شخص يهتم به بشكل خاص
الشخصية ليست المفضلة او ضمن المفضلين عندي، لكنها اكثر شخصية أحترم في ناروتو، رحلة مع جيرايا بعيدا عن الإنحراف، ستكون مليئة بالحكم والعبر، فلا ننسى أنه كاتب وفيلسوف، مزج كل شيء فيه بشكل عجيب ومنطقي، لا تشعر بتناقض في الشخصية، بل تنوع طبيعي ميزها عن البقية
المواقف الكوميدية فضلت تركها للأخير، فجيرايا مميز بدونها، لكن دعنا لا ننكر أن الجزء الطريف من جيرايا هو الذي جعل الشخصية محبوبة لدرجة كبيرة لعشاق انمي ناروتو.
هي كوميدية بها طرافة عجيبة، فريدة من نوعها، نفس شكل كوميديا “مايتو غاي” و “روك لي” الغريبة، فجيرايا شخص عاقل، يتحفك بجديته وخبرته، مع ذلك تجده كالطفل وراء الفتيات، رجل لا يضيع الفرص، سواء في المهام او مع النساء.
مواقفه الكوميدية مع ناروتو بالأخص الجزء الأول، تشعرك بالحنين لمشاهدة حلقات الأنمي، كوميديا ليست محشوة بالإجبار، تشعر انها طبيعية وتأتي وحدها مع الأحداث، احب هذا النوع من الكوميدية.
أحسن ما فعل ماساشي هو ترك جيرايا على حاله في أرك الإيدو تنسي، ترك مكانته محترمة، فجيرايا منذ اول يوم له، حر، به طباع العرب، لا يرضى لنفسه الذل و العبودية او الإمتثال لأحد، الإيدو كانت لتهدم كل هذا.
